واجهت الانظمة الديموقراطية في اوربا صعوبات كبيرة بعد الحرب العالمية الاولى و اتجهت بعض الدول الاوربية للخروج من هذه الصعوبات الى اقرار انظمة ديكتاتورية بدا تطبيقها في ايطاليا على يد الفاشية و تمثل النازية الالمانية نموذجا لفهم ظاهرة الانظمة الديكتاتورية من حيث ظروف قيامها و اسلوب حكمها و نتائجها .
تشكل شحصية هتلر نموذجا للزعيم الديكتاتور الذي استطاع رغم سنوات حكمه القليلة نسبيا، ان يخط صفحات من تاريخ اوربا المعاصر لكن ....بمداد احمر.
I. ساهمت الاوضاع العامة لما بعد الحرب العالمية الاولى في وصول النازيين الى الحكم بزعامة هتلر
1) ظهرت النازية في ظل اضطراب الاوضاع الداخلية لجمهورية فيمار
تأسست جمهورية فيمار على اتر انهيار النظام الامبراطوري في المانيا ، و قد كان على هذه الجمهورية مواجهة مخلفات الحرب العالمية الأولى و في مقدمتها معاهدة فرساي، و الدمار الذي لحق الاقتصاد الألماني وتبعاته السياسية و الاجتماعية .
في ظل هذه الأوضاع سيظهر الحزب الوطني الاشتراكي للعمال الألمان سنة 1919 و المعروف اختصارا بالحزب النازي ، لكن قوة هذا الحزب لن تظهر بشكل كبير الا بعد ازمة 1929 حيث سيعرف عدد الاصوات المحصل عليها من طرف هذا الحزب ارتفاعا ملحوظا اذ كان الالمان يرون فيه المنقذ من الأزمة
2 ـ وصول النازيين للحكم:
أدى انتشار الأزمات بألمانيا (ارتفاع السعار، انتشار البطالة...) والعقوبات الناتجة عن الانهزام في الحرب العالمية الأولى إلى سيادة الروح الوطنية الاشتراكية التي تبناها الحزب النازي، فازداد عدد مؤيديه، حيث وصلت الأصوات المعبر عنها لصالحه أزيد من 40%، استطاع من خلالها هتلر أن يصل للحكم، ويشرع في تطبيق نظريته الديكتاتورية.
ІІ– شخصية هتلر وخصائص النظام الديكتاتوري:
1 ـ البيوغرافية التاريخية لهتلر:
ولد أدولف هتلر يوم 20 ابريل سنة 1889م بالنمسا، انخرط في الجيش مع بداية الحرب العالمية الأولى، بعد نهايتها انخرط في صفوف حزب العمال الألماني الذي أصبح رئيسا له سنة 1921 سجن سنة 1924، وبعد إطلاق سراحه أسس الشبيبة النازية سنة 1926 ليعين مستشارا بعد نجاحه في انتخابات سنة 1933، إلا أنه عمل سنة 1934 على الجمع بين منصب الرئيس والمستشار والزعيم إلى حين انتحاره بعد انهزام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية سنة 1945.
2 ـ خصائص الأنظمة الديكتاتورية: النازية
ترتكز خصائص الفكر الديكتاتوري على عدة أسس، منها
* اعتبار الجنس الآري أرقى الأجناس وسيد العالم ويجب على الدولة المحافظة على تفوقه.
* على الدولة أن تكون ضد النظام البرلماني والديمقراطية، ويحق لها لوحدها تشريع القوانين وتنفيذها.
* الاعتماد على القوة العسكرية للتوسع والسيطرة على المجال الحيوي على حساب الدول المجاورة.
* يتأسس النظام على فكرة الزعيم (الفوهرر) وعلى سيادة الحزب الوحيد والكليانية.
نموذج كتاب المنار
ولد ادولف هتلر ( الفوهرر ) سنة 1889 بالنمسا من أب موظف بسيط في الجمارك عاش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث وضع حدا لحياته وهو لا يتجاوز 56 من عمره قضى منها 12 سنة في حكم المانيا بقبضة من حديد.
عاش هتلر حافلة بالأحداث المثيرة فبعد فشله في الالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة بفيينا سنة 1905 هاجر الى المانيا حيث استقر بميونيخ ليعيش على مداخيل أعماله اليدوية الى حين بداية الحرب العالمية الأولى التي سيشارك فيها الى جانب الجيش الألماني ، مباشرة بعد الحرب سينخرط في صفوف الحزب الاشتراكي للعمال الألمان سنة 1919 و الذ سيتولى رئاسته عامين بعد ذلك ، حيت ستظهر ميول هتلر في الوصول الى الحكم و التي ستدفعه إلى القيام بمحاولة انقلابية سنة 1923 كلفته 9 اشهر من السجن الف خلالها كتابه كفاحي الذي ضمنه أهم مبادئ النازية الألمانية : الحكم المطلق ، العنصرية ، القمع ، المجال الحيوي والتي جاءت ترجمة لشخصية جمعت – حسب معاصريها – بين مختلف التناقضات : بين الموهبة و الطباع السلطوية المستبدة ، بين حب المشاريع الكبيرة و انعدام الرغبة في العمل
مع مطلع ثلاثينيات القرن الماضي ستبدأ الأحداث في التسارع ففي سنة 1932 سيتولى هتلر الوزارة لكنه سيفشل في الانتخابات الرئاسية ، سنة واحدة بعد ذلك سيتم تعيينه في المستشارية وسيحصل على سلطات واسعة من البرلمان قبل ان يجمع ستة 1934 بين منصبي المستشارية و الرئاسة ويقود بلده الى حرب طاحنة ابتداء من 1939 .
تشكل شحصية هتلر نموذجا للزعيم الديكتاتور الذي استطاع رغم سنوات حكمه القليلة نسبيا، ان يخط صفحات من تاريخ اوربا المعاصر لكن ....بمداد احمر.
خاتمة : أدى ظهور النظام النازي بألمانيا وإتباعه لسياسة عنصرية توسعية إلى توثر العلاقات الدولية واندلاع الحرب العالمية الثانية..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire